شهر رمضان
إبريل 23, 2020
خصنا الله كمسلمين بشهر فضيل كريم هو شهر رمضان العظيم الذي أُنزل فيه القرآن، وإن لهذا الشهر نسمات فضيلة تزدان رحمة وصفاء في شوارع مكة المكرمة. سيكرمنا الله بعودة موسم العمرة بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا فبزيارتكم فندق أنجم مكة ستكون إقامتكم معنا من أفضل الذكريات التي لن تنسوها .
سبب تسمية رمضان عند العربتعددت المعاني لدى العرب في تسمية هذا الشهر باسم رمضان؛ لكن الغالب في أسباب التسمية هي أن شهر رمضان يصادف زمن الرمضاء، وهو الذي يشتد فيه الحر في جزيرة العرب، فسمي بذلك من الرمض دلالة على شدة الحر فيه.
كما ورد أيضا في معاجم العرب أن سبب التسمية من رمض الذنوب، أي أن رمضان يغسل الذنوب بالأعمال الصالحة.
رمضان شهر القرآنرمضان هو الشهر التاسع في ترتيب اشهر السنة الهجرية وقد اختصه الله تعالى بفضائل عظيمة أهمها نزول القرآن الكريم على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} سورة البقرة- الآية 185.
أما ما تعلق بالقرآن الكريم تلاوة وحفظا ولو يسيرا و تدبرا وتأملا ودراسة في شهر رمضان المبارك فقد أخبرنا الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بعظم أجرها وبركة الالتزام بها كعبادات يحرص كل مسلم على عدم التفويت فيها، قال سبحانه: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} سورة ص- الآية 29.
كما أن استنباط الحِكَم والعِبَر من الآيات الكريمة، وقراءة شيءٍ من التفسير مع الحرص على حضور القلب أيضا يمنح المسلم راحة البال والسعادة والرضا والقناعة في حياته اليومية.
فقد رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان من أجودِ الناسِ وأجودَ ما يكونُ في رمضانَ حين يلقاهُ جبريلُ يلقاهُ كلَّ ليلةٍ يُدارِسُهُ القرآنَ)
رمضان شهر التراويحتعد صلاة التراويح من أعظم شعائر شهر رمضان وإن في تسميتها ترويحا عن النفس وذهابا للغم فقلوب المسلمين تهفو إلى الشهر الكريم لأجل صلاة التراويح لما فيها من لذة العبادة وحلاوة الركوع والسجود جماعة في رحاب وساحات المساجد. وقد أجمع العلماء على أنّها سُنّة مُؤكدة وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغِّب في قيام رمضان، منها قوله عليه الصلاة والسلام: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحتْسِاَباً غُفِر لَهُ مَا تَقَدَّم مِن ذَنْبِهِ) متفق عليه.
وقد صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة ثم ترك الاجتماع عليها؛ مخافة أن تُفْرَض على أمته، كما ذكرت ذلك عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري.
رمضان شهر التهجدصلاة التَّهجد هي في الأصل صلاة قيام الليل التي تصنف من النوافل المعروفة والمشروعة كامل أيام السنة ولكنها تسمى التهجد في شهر رمضان المعظم و تصلى في وقت الليل في جزء متأخر منه وأداء هذه الصلاة في رمضان يعتبر أكثر استحبابا، حيث إنّ رمضان هو شهر العبادات والطَّاعات والقُرَب من الله تعالى.
والتهجد من فعل هَجَدَ أي نام ثم قام وهذه الصلاة غير معنية بعدد ركعات، ولكن المستحب في السنة النبوية أنها تصلى في إحدى عشر ركعة تطول فيها القراءة والركوع والسجود، تبدأ صلاة التّهجد في المساجد جماعةً في العشر الأواخر أي في ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان حتّى نهاية الشَّهر وإن فيها راحة وصفاء عظيمين للقلب والروح.
الدعاء قبل الإفطار في رمضاندعاء الصائم مستجاب بإذن الله في كل الأوقات غير أن وقت الإفطار له فضل ويعتبر أفضل وقت للدعاء والتضرع إلى الله بدعوات من القلب بنيّة سليمة صافية فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا تُردُّ دعوتُهم: الإمام العادل، والصَّائم حين يُفْطِر، ودعوة المظلوم).
و أولى ما يقول عند فطره ما رواه عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ قَال : (ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ) رواه أبو داوود
والدعاء مفتوح لما ترتاح له القلوب وتطلبه الأنفس الطيبة وما على المسلم فقط إلا عقد النية أثناء الدعاء.
نرجو من الله العزيز القدير أن يرفع عنا البلاء وتعود مكة المكرمة لاستقبال معتمرينا الكرام في رمضان شهر القرآن.